فى هذه البلد احذر من ارتكاب الأخطاء وإلا سوف يتم تقديمك كقربان

أنا خالد عندى ٢٩سنه والدى متوفى وعايش مع امى واختى وزى اى شاب مفروض يتحمل مسئوليه البيت اللى عايش فيه بعد وفاه والده أنا خريج اداب قسم انجليزى ومجال الشغل بالنسبالى مش كبير بشتغل فى مطعم ويدوب اللى بيجى بصرف بيه على امى واختى للأسف مفيش اى مصدر رزق تانى المصاريف زادت عليا خصوصا بعد تعب امى حاسس ان كل حاجه واقفه فى طريقى واستمر الحال دة اكتر من سنتين لحد ما جيه فى يوم واحد صاحبى وعرض عليا أننا نسافر قولتله نسافر فين يابنى إحنا معانا حاجه رد عليا وقالى يابنى يعنى شايفنا هنسافر شرعى دة إحنا فى واحد كده معرفه هيسفرنا على مركب 
قولتله اه عايزنا نغرق ونضيع زى اللى ببغرقوا فى البحر وبنسمع عنهم قالى خلاص لو خايف متجيش أنا معنديش حاجة اخاف عليها أكتر من اللى احنا فيه 
وبصراحه هوه عنده حق أنا مفيش قدامى حل تانى غير السفر ساعات كتير بنبقى عارفين اننا ممكن نعرض حياتنا للخطر بس مضطرين ابتديت افكر كتير وبعدين قولتله وهنسافر فين بقا انشاء الله قالى هنسافر ايطاليا ياعم وهنشتغل إحنا الاتنين قولتله طب وامى واختى مين هيرهاهم هما ملهومش غيرى 
قالى يعنى انت عاجبك قعدتك جمبهم كده على الأقل لما هتسافر هيبقى معاك اللى يخليك تعيشهم كويس وشجعنى جدا على موضوع السفر دة 
روحت واتكلمت مع امى ومكانتش موافقه جدا وقالتلى قرش تجيبه وانت قاعد وسطنا احسن من مليون جنيه وانت بعيد عننا إحنا ملناش غيرك يابنى 
لقيتنى بقولها يعنى انتى عاجبك حالنا كده أنا خلاص قررت أنا هسافر امى قعدت تعيط وقبلت بالأمر الواقع 
لميت فلوس السفر بالعافيه واستلفت من ناس وقولتلهم دة أنا أول ما هروح ايطاليا هردلكوا الفلوس اضعافها وكلام من دة وفعلا روحت وودعت امى واختى اللى كنت سايبهم من غير فلوس بس كنت طول الوقت بطمنهم انى اول ما هروح هتصل بيهم واجمعلهم مبلغ ويدفعوا كل الفلوس اللى علينا 
روحنا عالمركب وفضلنا ماشيين فى البحر ثلاث ايام 
اليوم الرابع لقينا المركب بتنزل لتحت المركب بتغرق 
طبعا أنا فى الوقت دة مجاش فى بالى الا امى واختى وبقيت عمال اضرب فى عادل اللى نصحنى بالسفريه دى واقوله منك لله ضيعتنى بس مكانش فيه وقت للكلام كل واحد خد ستره نجاه ونطينا من المركب أنا كنت بعرف اعوم شويه بس لقيت عادل بيغرق وناس كتير بتغرق أنا كمان مكنتش عارف اعوم وفجأه الدنيا بقت ضلمه مش شايف اى حاجه وابتديت اغيب عن الوعى صحيت لقيت نفسى  مرمى فى جزيره مفيش حد معايا مش عارف إيه اللى حصل وبقيت احمد ربنا انى لسه عايش قعدت اعيط على كل اللى حصل وياترى هاعرف اعيش هنا طيب هاكل منين طيب الناس اللى عالمركب حصلهم ايه وأهلى هيعملوا إيه فى غياب اكيد هيعرفوا أن المركب غرقت وهيفتكرونى مت فضلت أبكى وبقيت عمال ادور على اى حاجه اكلها وبقيت فعلا باكل اى حاجه حتى ورق النخل بقيت بأكله فضلت عالحال دة خمس ايام كنت بموت من التعب كان معايا كتب كتير بتتكلم عن البلدان كنت حابب اعرف كتير عن إيطاليا وانا بحب القرايه وقولت اقعد أقرى الكتب دى اسلى بيها وقتى كان فيه بلدان كتيرة جدا اللى موجودة عالخريطه واللى مش موجوده وقرى كتيره غريبه وعجيبه وبعد ما لقيت نفسى لازم اتحرك قولت ادخل ادور جوه الجزيره يمكن يكون فيه ناس زى ما بسمع أن فيه ناس بتكون فى الجزر فضلت ماشى عالجزيره مش لاقى اى حد لحد لما لقيت سوق وناس كتير ماشيه ناس مش شبهنا لبسهم غير لبسى شكلهم غير شكلى شبه الهنود الحمر اللى كنت بقرى عنهم بس شكلهم طبعهم صعب اوى ابتديت اخاف وطبعا توقعت انهم مش بيتكلموا عربى ابتديت اتكلم معاهم حبه انجليزى على حبه فرنساوي ومفيش فايده ابتديت احاول افهمهم واشاورلهم علشان حد يشغلنى بس محدش كان بيسأل فيا وبصراحه اول ما شفت الفاكهه والخضار فى السوق فكرت اخد حاجه من غير ما حد ياخد باله أو بمعنى أصح أسرق يعنى أه فعلا هبقى حرامى بس مفيش قدامى غير كده وقعدت ابرر لنفسى أن اكيد ربنا هيغفرلى هوه حاسس بيا ونسيت ان الغلط غلط فى اى مكان وبأى لغه وفعلا مديت ايدى ولسه باخد الفاكهه لقيت صاحب المحل بصلى أنا فضلت واقف مكانى من الخضه واتخيلت انهم هيعملوا عندنا زى فى مصر ويقولوا امسك حرامى ويضربونى علقه محترمه ويودونى فى القسم مع أن اكيد بلد زى دى مفيهاش قسم وعكس ما توقعت صاحب المحل عمل نفسه مش واخد باله ومتكلمش حسيت أن فيه حاجه غلط بس قولت مش مشكله طالما متكلمش يبقى هاخد الفاكهه وامشى فضلت ماشى فى القريه كنت خايف شكل الناس يخوف بس كانت كل الناس مسالمه جدا دة أنا لقيت واحد خبط فى التانى فى الشارع ووقعله الازاز اللى كان ماسكه والراجل متكلمش دة لو عندنا فى مصر كان الراجل مش هيمشى غير على الأقل لما ياخد حق الازاز أو حتى يتعارك معاه فضلت كل يوم على دة الحال وابتديت اغير السرقه واخليها حاجه تانيه طيور لحوم وكنت خايف وانا بروح كل مره أسرق وفى كل مره كنت بلاقى نفس رد الفعل صاحب المحل بيلاحظ السرقه ومبيتكلمش بقيت عايش فى البلد دى فرحان اوى باكل وبشرب براحتى لاحظت أن اهل القريه دى بالرغم أن شكلهم قوى جدا بس مسالمين جدا وابتديت استغل دة واللى كان يستفزنى اضربه مع أن محدش كان بيستفزنى اصلا بس كنت حابب احس بالقوه كنت فرحان اوى أنا مشفتش بلد زى دى قبل كده وفضلت عايش كل يوم ببقى  ظالم اكتر من اليوم اللى قبله بسرق وبظلم وباخد اى حاجه بتعجبنى من الناس من غير اى اعتراض كأنى بتعامل مع تماثيل كنت فرحان اوى بس كنت اكيد حاسس بالوحده مفيش حد بيتكلم معايا وانا مش فاهم حد طب يا ترى اهلى حصلهم ايه وعايشين ازاى ياريتهم كانوا معايا بس كان فيه سؤال محيرنى اوى ليه كل الناس دى بتشتغل كل يوم مع انهم ممكن ياخدوا اى حاجه من غير مقابل ومن غير مجهود اللى بيحبرهم على كده جالى فضول اعرف اسم البلد اللى إحنا فيها دى بس شكلهم بلد جاهله ومبيعرفوش يقروا ولا يكتبوا ابتديت ادور فى الكتب اللى معايا يمكن اوصل على معلومه عن البلد دى ابتديت ادور كتير مش لاقى حاجه لحد لما لقيت بلد تقريبا بتتكلم عن نفس البلد اللى أنا فيها دلوقتى
وهنا كانت المفاجأة ودة اللى كان مكتوب فى الكتاب عن البلد 
إن هناك بلد وهيه بلد نيوريسيادوس وهيه عباره عن بلد لا يوجد لديها اى قوانين أهلها يعملون بجد واجتهاد لا يوجد بها ظلم ولا قهر ولا سرقه ولا اى صوره من صور الفساد وكل ذلك بلا اى محاكمه والسر فى ذلك 
إن بمنتهى البساطة من يقوم بأى هذه الأخطاء يكون المقابل هوه حياته حيث مع كل استداره القمر تأتى القبيله بأكثر فرد قام بأرتكاب جرائم ويقوموا بالتضحيه به كقربان للأله وبذلك يخشى اى فرد من أفراد القريه أن يقوم بأى خطأ وإذا لم يتم ارتكاب اى خطأ فى القريه من سكانها يكون القربان الذى يقدم للأله هوه حيوان الخنزير بدلا من الإنسان ولكن تقديم الإنسان كقربان للأله هذا أمر اكبر وأهم من مجرد تقديم خنزير فلذلك يتصيدون اى خطأ لأى شخص للتضحيه به وليخلصون أهل قريته منه 

طبعا أنا بقيت بقرى الكلام دة وأنا مش مصدق ومش مستوعب حاجه وبقول اكيد مش هتبقى نفس البلد ابتديت اخاف واترعب وخلاص فاضل يومين على اكتمال القمر أنا لازم اهرب بس اهرب فين الجزيره كلها جزيرتهم ومقداميش غير البحر عدى اول يوم وأنا بحاول معملش اى غلط ومروحتش سرقت اى حاجه ولا اتعاملت مع حد مع انى متأكد أن خلاص كده مفيش فايده وكده كده هيبقتلونى وجيه اليوم للأكتمال للقمر لقيت فعلا كل الناس عاملين حفله كبيره وقاعد على رأس الحفله شخص باين عليه الشيخوخه وشكله مريب وكل اللى فى القريه بيركعوا له وكأنه الأله الخاص بيهم ولقيتهم جايين عندى وشالونى وحطونى قدام الراجل دة قعدت اسرخ واقولهم أنا مكنتش اعرف بس طبعا محدش كان فاهمنى ولقيت راجل ضخم ماسك ساطور كبير وبينزله على رقبتى قعدت اصوت واقولهم أنا مكنتش اعرف أنا مش عارف وهنا سمعت صوت عادل ايوة عادل اللى معايا فى الرحله هوه إيه اللى جابه فى القريه لقيته عمال يفوقنى ويقولى اصحى ياعم هوه إيه اللى مكنتش تعرف انت بتحلم شكلك ولا إيه صحيت لقيت نفسى عالمركب لسه ومعايا عادل وبقيت مش قادر اخد نفسى الحلم كأنه حقيقه وقالى خود اشرب ميه واستهدى بالله بس مفيش حاجه دة تلاقيه كابوس 
كملت رحلتى عالبحر وعدى اول يوم وأنا مش قادر انسى تفاصيل الايام اللى عيشتها فى القريه وعدى اليوم وصحيت وأنا عالمركب ولقيت الناس بتصوت وبيقولوا المركب بتغرق  بقيت عمال افوق نفسى واقول لنفسى حلم بس المره دى عادل كان معايا ومأكدلى أنه مش حلم المركب بتغرق بجد وأنا كمان بغرق ولقيت نفسى مره تانيه على نفس الجزيره اللى أنا حلمت بيها بس المره دى كنت مش لوحدى كان معايا عادل بس المره دى أنا عرفت أنا هعيش فى القريه دى ازاى أنا عمرى ما هاعمل حاجه غلط بس عادل كان رأيه مختلف كان عايز يغلط نفس الغلطه اللى غلطها وياخد الأكل من غير مقابل ويعيش زى ما كنت عايز فضلت احزرة كتير واحلفله أن كل دة أنا شوفته وعيشته  وجيت اوريله الكتاب اللى معايا بس ملقتش اى كتب أنا مكانش معايا كتب اصلا 
قالى اسمع يا خالد إحنا شكلنا مطولين هنا ومش عارفين إحنا فين وأنا مش هسمع منك الأحلام والتخاريف اللى انت بتقولها دى ومصدقش وفضل بنفس أسلوبه 

خلاص هوه حر للأسف هيبقى قربان للأله مع اقتراب اكتمال القمر كان نفسى يسمع كلامى كان نفسى يصدقنى أما أنا فعيش من غير اى ذنب وهشتغل وهاعمل زيهم بالظبط......